الخميس، 8 يوليو 2010

أسعد رجل على وجه الأرض




على النقيض تماما من روشان لدي صديق عابس وقانط على الدوام. لم أشاهده مبتسما قط. كل الأفراح يحولها إلى أتراح. عندما باركت له التخرج صعقني قائلا: "اخفض صوتك. من يسمعك سيعتقد أنني حصلت على وظيفة أو ورثت مالا؟". وحينما هنأته بطفله الأول، سحب يدي بصرامة حتى كاد أن ينزعها ثم قال: "احذر. لا تنجب مبكرا. منذ أن أبصر طفلي النور وأنا لا أعرف النوم". إذا ابتسمت أمامه عاقبني قائلا: "سيجيء لك يوم وتبكي". وإذا وجدني مهموما زاد همي هما بقوله: "قطعا، تفكر في دراهمك؟".
قضيت سنوات عديدة في الغربة أدرس ولا أختلط إلا بأبناء جلدتي. فأمسيت على الدوام أنتقد حجم المكافأة وارتفاع غلاء المعيشة وتجاهل الملحقية الثقافية الرد على اتصالاتي. أهدرت سنوات طويلة مكفهرا ومتجهما. ضيعت شهورا جمة غاضبا وحانقا. لكن عندما تعرفت على روشان أدركت أن الحياة تستحق أن نتعلق بها أكثر. ونتشبث بها بأقدامنا وأيدينا. جعلني أستمتع بكوب الشاي، وأبتهج بقميصي الجديد. جعلني أحتفل برسالة نصية هاتفية، وأطرب لمحاضرة تقليدية. جعلني أفرح أكثر وأحزن أقل. جعلني أبتسم كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق