السبت، 27 يونيو 2015

((إزبدلنا .. يا مهندس))




((إزبدلنا .. يا مهندس))
==============

قبل سنوات كنت أعمل بالخليج فى إحدى الشركات الإستشارية التابعة لمجموعة تضم عدة شركات ضخمة تعمل فى مجالات الطاقة من إنشاء محطات الكهرباء وخطوط نقل الكهرباء وكل ما يتصل بذلك
كان رئيس مجلس إدارة المجموعة هو الشيخ سليمان الذى بدأ حياته بمحل لبيع مستلزمات الكهرباء ثم تطور خلال ثلاثة عقود ليصبح مليارديرا . كان حظه من التعليم الشهادة الإعدادية لكنه كان نابغة فى التجارة والإستثمار
فى نهاية كل عام ينعقد مجلس الإدارة ليناقش مدير كل شركة فى نتائج أعماله ، وبما أن شركتنا كانت أحدث الشركات وأصغرها فقد كان يتم مناقشة نتائجها بعد الإنتهاء من الشركات الكبرى
كانت الشركة الكبرى قد ربحت فى حدود ثلاثمائة مليون دولار بينما كانت أقل الشركات قد رحت سبعة ملايين دولار
وحان دورنا فى المناقشة وكنا خمسة يتقدمنا المدير العام ... دخلنا ونحن نرتدى بذلاتنا المستوردة وفتحنا أجهزة اللاب توب أمامنا – رغم أننا لا نحتاجها – ووقف المدير ليشرح أوضاع الشركة من خلال عرض على شاشة كبيرة
تحدث بحماس عن نجاحنا فى مواجهة (التحديات) وكيف تمكنا من (إقتحام) السوق ... تحدث عن الجهد المضنى الذى بذله الإستشاريون لينفذوا خمسة مشاريع فى عام واحد فى إنجاز غير مسبوق... عرض خطابات الشكر من العملاء الذين كانوا يكيلون لشركتنا عبارات المديح ويبدون (إنبهارهم) من تنفيذ مشاريعهم فى أقل من المدد المتوقعة .... عرض صورا لنا ونحن نتسلم جائزة أفضل شركة إستشارية للعام من الإتحاد الدولى للإستشارات لمنطقة الشرق الأوسط والأقصى والأدنى ... عرض صورنا التى نشرت فى الصحف مع موظفى شركة كبرى ونحن نرفع أيدينا فى الهواء إحتفالا بنجاح مشروعنا لديهم
فجأة طرق الشيخ سليمان بإصبعه على المايك طرقتين ليتوقف مديرنا ويلتفت الجميع إليه وقال
.... إزبدلنا يا مهندس ، كم ربحتوا ؟ (يعنى هات الزبدة كسبتم كام السنه دى)
إرتبك مديرنا وتنحنح قبل أن يقول
.... ثمانية آلاف وستمائة دولار
إلتفت الشيخ سليمان إلى المدير التنفيذى للمجموعة المهندس عبد الغنى وقال
... إيش يجول هذا يا مهندس عبد الغنى ؟ .... سكر ها الشركة وخذ منهم ذا الكمبيوترات

وكان هذا آخر عهدى بهم!
منقول
==========


**********

************************************
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق